بقلم: الحبيب المستوري- روما
لقد لاحظت أنه كلما مر الوقت، زاد استمتاع المجتمع بمشاركة الصور التي يبتسمون فيها ويتصالحون مع تصريحات الحب والسلام والتسامح والرحمة وطيب التمنيات لأصحاب القلوب المرهفة والمشاعر المرفرفة.
عندما تغلق “الاتصال” بالعالم الافتراضي، تدرك أن لديك أشخاصًا من حولك بوجوه معلقة، ومواقف غاضبة وغير ودية ووقحة، فلا أحد ممن تقل أعمارهم عن 70 عامًا يعرف كيف يلقي السلام او يقول مرحبًا.
في الواقع، هناك اصحاب الشهائد، من طالت بطالتهم وينتظرون الخلاص بين أروقة قاعات الشاي الفارهة، في انتظار ماذا؟ يحلمون بتلقي انتداب استثنائي، وربما وظيفة على المقاس، وليس منّة من أحد، بل بقانون يلزم الدولة بتشغيله بعد مضي عشر سنوات بطالة.
لكن الرئيس قيس سعيد له استنتاج آخر لم يروق للأصدقاء قبل المعارضين لحركة 25 جويلية التصحيحية او “الانقلابية” بالنسبة للبعض.
فكرة الرئيس تتلخص في ان القانون 38 أقر لذر الرماد على العيون، لان الدولة ببساطة لا يمكنها ان تشغل هذا الكم الهائل من العاطلين في الوظيفة العمومية.
وهو ما يعتبره المحتجون تراجعا منه عن تنفيذ القانون، وصاحوا يا للهول ماذا نسمع انها خيانة تجاه المعطلين.
تعليقات قاسية جاهزة للشجار، كل أسود الكلام البذيء للاحتجاج.
أي كان من الممكن أن يكون مسيئًا دون مبرر، فهم يستمعون فقط إلى ما يتوقعون سماعه منك وغالبًا ما يتوقعون إهانة، وبالتالي، مهما قلت، فإنهم يهينونك.
لكن ماذا لو كنا أقل نفاقًا، مع عدد أقل من التصريحات والمنشورات عن أقوال الحب والميساجات والجامات، وقمنا بتنشيط طاقاتنا الابداعية لتكوين حلقات تفكير وتكوين لان من مساوئ البطالة اهدار سنوات من التعلم بنقص الممارسة والرسكلة هذا بقطع النظر عن الاعراض النفسية المدمرة.
لطالما ابتسمت علانية لمن ألتقي بهم ، باستثناء المنغلقين بشكل لا رجعة فيه، مجتمع متحدٍ ومزيف حقًا وظاهريًا فقط “متحضر”.