تبقى الحسابات الضيقة سيدة الموقف في وقتنا الراهن، ولا ريب أن الانخراط في هذا التوجه لا ينازع فيه عاقل، المرحلة صعبة ورجال المرحلة خطواتهم مسرعة في الدخول والخروج من التاريخ.
لم يبق في بلادنا سوى سماع صيحات الغربان تصم آذاننا، أما الصقور فقد ساعدهم التحليق خارج البلاد ليطلوا علينا من كل جهة ينفثون سمومهم وأكاذيبهم وكيدهم، وعبر وسائل اعلام صديقة لهم والمستقلة وبعض الجرائد مدفوعة الاجر، وما خفي كان أعظم.
فلا نعرف كيف تفادينا ضررهم حتى الآن؟
“الكناترية” يستثمرون أموال السلع المهربة في قاعات الشاي المرفهة في الاحياء الراقية، ولا يستثمرون في الصناعة المعملية لأنهم بلا ضمير، لا يبنون المستقبل بل هم بارعون في الطرق الملتوية لتمويل الاحزاب والنواب للتستر بهم وللتموقع بقرب مراكز القرار، ومثلهم بعض رجال الأعمال والمال الفاسدين.
كل شيء يشترى ويباع في سوق النذالة والرذالة والتنكر للمعروف فالنفس التي تنكر الجميل هي نفس لئيمة تتظاهر بالورع والتقوى لممارسة الكيديّة وتصفية الحسابات الضيّقة بمراهقة سياسيّة ظاهرة لا تخفى على أحد.
دعوة رئيس الدولة لإقحام الشباب المقصي من الحوارات السابقة، واشراكهم في النقاش اما افتراضيا او على طاولات الحوار التي سيقرر رئيس الدولة من سيجلس حولها ومتى، من اجل المساهمة الفعلية في العملية السياسية للمرحلة القادمة. ويمثل اقحام الشباب بدون استثناء، في اعتقاد الكثير من المراقبين أحد الحلول الممكنة حاليا، للخروج من الازمة التي هي بالأساس ازمة تسيير وتخطيط على الارجح.
الحبيب المستوري – روما