حافظ قائد السبسي يكتب عن الرحوم باجي قائد السبسي
كان الرئيس المرحوم باجي قائد السبسي رجل دولة، حكيما يعمل لاجل كل التونسيين ، مؤمنا بالحوار والوحدة الوطنية، ناضل عقودا من اجل استكمال الاستقلال وتفعيل الاصلاح وترسيخ الديمقراطية.
كان بابه مفتوحا أمام جميع القوى والاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية التي تؤمن بمبادئ الجمهورية و بالدولة التونسية ، و كان يعتبر نفسه أبا للشعب بجميع اطيافه و مكوناته و حساسياته.
كان باجي قائد السبسي مثالا يحتذى في البذل و العطاء لتونس من المهد الى اللحد، وكان حريصا على الحفاظ على منجزات البلاد و ما حققه رجالاتها الابرار في مختلف العهود والمراحل والحقب: سواء إبان معركة التحرر من الاستعمار، او في بناء الدولة بعد الاستقلال، او عند انطلاق مسار الانتقال الديمقراطي بعد ثورة الحرية والكرامة.
وفي جميع خطاباته الى الشعب دعا الى عدم التقسيم و نبذ الكراهية والى التمسّك بتونس، مثلما آمن بدور الحركة الوطنية الاصلاحية والاحزاب السياسية التي تستند الى مرجعيتها في توجيه تونس نحو الجمع بين الاصالة والمعاصرة في سياق الاعتدال والوسطية وموقع تونس الفريد في المنتظم الاقليمي والدولي.
كما انه كان الرجل الذي يسعى قادة العالم الى الاستفادة من تجربته و خبرته الطويلة و يطلبون نصائحه.
اضافة الى كل ذلك و بفضل كل ذلك كان رحمه الله رجلا مثقفا حريصا على ترصيع خطبه و كلماته في كبرى المناسبات بايات قرانية و باشعار ذي مغازٍ و معان لعل الذاكرة الشعبية تحتفظ له بهذه الابيات من شعر السموأل بن عادياء :
“إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ”
الله يرحمك…
حافظ قائد السبسي