لو كان لي لفرضت على اصحاب التاكسي سواقا و مالكين على حد السواء انضباطا مثاليا.
لماذا؟ لان “التاكسيستية” كما يقال في اللهجة التونسية لهم دور اهمّ و اخطر بكثير من مجرد نقل المواطن من مكان الى آخر. دورهم ثقافي حضاري بالدرجة الاولى.
كيف؟لأنهم اولا يمثلون وجه البلاد باعتبارهم اول من يعترض القادم الى بلادنا واول و آخر صورة يراها الزائر أجنبيًا كان ام وطنيا.
لانهم ثانيا الاكثر استعمالا للطريق و المعنيين باحترام قواعد السياقة و احترام اشارات المرور.ولكن…
اغلب التاكسيستية في تونس يقدمون صورة سيئة للمواطن كما للزائر الأجنبي.
سيرات قذرة من الداخل و وسخة من الخارج خصوصا بعد نزول الامطار. غالبية السواق مظهرهم غير لائق و البعض منهم لا يتحرج من التدخين اثناء السياقة.
أكثرهم يرفض ركوب الزبون الذّكر في المقعد الخلفي للسيارة لانه يرى في ذلك اذلالا و “مسّا من رجولته”.
اما في ما يتعلق باحترام قانون الطرقات فحدّث ولا حرج.
افراط في السرعة، تجاوز خطير، اطلاق للتنبيه بسبب و بغير سبب، توقف وسط الطريق لانزال او لاخذ الزبائن، قبول او رفض الزبون حسب وجهته…
لا بد من مراجعة كراس شروط اسناد رخص التاكسي و ربطها بمدى احترام صاحبها او مالكها لبنود الكراس.
لان التاكسي مقياس من اهم مقاييس تحضّر المجتمع.
ملاحظة: لم نتحدث هنا عن التاكسي الجماعي لانها كارثة حقيقية تحتاج صفحات.
عبد الله الكافي