بقلم: عبد الله الكافي
ككل التونسيين او جلّهم أُشعل الراديو حالما اركب السيارة علني اصادف بث اغنية تونسية جميلة تطربني و تساعدني على تصفية ذهني و تُحسن مزاجي الذي عكرته اخبار وضع البلاد التي لا تبدو مستعدة للتحسن.
للأسف أُصاب بخيبة أمل في كل مرة.
لا اقول كل الاغاني و لكن 90% من تلك التي يمررها المنشطون اما انها سوقية رديئة و هابطة لا ذوق و لا معنى فيها، واما انها مشرقية (مصرية او لبنانية) تكرّس تبعيتنا و تقزّم تراثنا الغنائي.
وأسوأ ما في هذا الأمر ان الذي يمارس هذا التغريب و التجاهل لغنائها و موسيقانا هي الاذاعة الوطنية التي تُموّلُ بمساهمات المجموعة الوطنية للدفاع عن هويتنا ومكونات شخصيتنا التونسية ، تلك الشخصية لتي تمثل الاغنية احدى اهمّ اركانها.
والحقيقة ان المسؤولين عن هذه السياسة الخاطئة و الخطيرة هم المنشطون.
مسؤولون لكنهم غير مذنبين، لان الادارة العامة للاذاعة بكل قنواتها( الإذاعات الجهوية، الاذاعة الثقافية، اذاعة الشباب) تركت الحبل على الغارب و تخلت عن دورها التأطيري و التوجيهي باسم حرية هي الى الفوضى الهدامة اقرب.
لو كان لي لنظمّتُ دورات تعريفية بتراث بلادنا الغنائي-الموسيقي القيّم و الرفيع المستوى لفائدة هولاء المنشطين سواء في معهد الصحافة او المعاهد الموسيقية، و لفرضت معرفة ذلك التراث شرطا اساسي على كل منشط يجلس امام الميكرفون.
انها قضية حماية لشخصيتنا الوطنية الثقافية و ليست مجرد مسالة ترفيهية ثانوية كما يراها البعض بدأً بادارة الإذاعة الوطنية.