بقلم العربي الزغلامي
ما عسى تونس ان تكون لو كانت شجرة؟ حتما زيتونة!
هذه الشجرة المباركة التي تحتل في وجداننا الاسلامي مكانة خاصة، ميّزها رب العزة حين اقسم بها وعظمها في كتابه الكريم.
وهي شجرة منافعها لا تحصى ولا تُعد. جميلة المنظر دائمة الاخضرار، صبورة، قوية ضاربة بجذورها في عمق الارض، وهي بذلك ترمز بقوة الى تاصّل التونسيين الحضاري وكرمهم وتعلقهم ببلادهم.
تمنح شجرة الزيتون ثمر الزيتون الذي يعدّ بلونيه الاسود والاخضر احد المكونات الاساسية في الاكل التونسي، ويُعصر من هذه الثمرة زيت ذو قيمة عالية سواء وقع استعماله في الطبخ أو التداوي او التجميل.
كل ارض تونس من شمالها الى جنوبها تصلح لغرس الزيتون لذلك يتواصل عدد الزياتين في ارتفاع متواصل ليصل اليوم الى اكثر من 65 مليون شجرة، وتحوّل انتاج الزيت الى احد اهم ركائز الاقتصاد الوطني بوأ تونس مكانة متقدمة ومكنها من احتلال الرتبة الرابعة في انتاج زيت الزيتون.
ولكن، ورغم كل القيمة الثقافية والحضارية والاقتصادية التي تكتسيها الزيتونة فانها بقيت الى حد اليوم خارج مشاريع الدولة فلم تولها العناية التي تستحق في الانشطة الثقافية ولم تنزلها المنزلة التي هي بها جديرة ضمن اهتمامات التونسيين.
لو كان لي لسارعت ببناء متحف كبير تكريما لهذة الشجرة وليكون فضاءً يقصده التونسيون وخاصة الصغار والشباب منهم ليتعرفوا على هذا الكنز الوطني الذي يربطهم بجذورهم ويفتح لهم ابواب المستقبل في هذا العالم الذي اصبحت فيه الفلاحة احد أهم الأسلحة الاستراتيجية.
ان لم يكن اهمها اطلاقا.