يتوافق اليوم، الأربعاء 27 سبتمبر 2013، مع ذكرى الإحتفال بمولد النبي الكريم، المولد النبوي الشريف، وكسائر بلدان العالم الإسلامي، يحتفل التونسيون بذكرى المولد سنويا، لكن بخصوصية تميز البلاد عن غيرها.
مهرجان المولد النبوي بالقيروان
تستقطب القيروان، المدينة ذات الخصوصية الدينية والطابع الإسلامي، بالوسط التونسي، سنويا أكثر من مليون زائر، في فترة المولد النبوي الشريف، كما تم تخصيص، منذ ست سنوات، مهرجان خاص بالمولد الكريم بالجهة.


صور من الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف بالقيروان
ويمتد المهرجان لأسبوع كامل، يضم برمجة دينية بامتياز، كالندوات الدينية العلمية والمسابقات الدينية في حفظ القرآن الكريم ورفع الآذان، كما يضم حفلات مخصصة لإحياء ذكرى مولد النبي الكريم، تكون مفتوحة للعموم، وإطلاق مدائح المولد النبوي الشريف من المساجد بالجهة. وللإشارة فقد انطلق المهرجان هذه السنة يوم 20 سبتمبر 2023، ويُختمم الأربعاء 27 سبتمبر.
وبالإضافة لكونها مناسبة دينية نسعى من خلالها لإحياء مولد نبينا الكريم، كما نسعى من خلالها للإحتفاظ بالعادات والتقاليد، فيعتبر مهرجان المولد النبوي في القيروان فرصة لإحياء السياحة الداخلية وخلق حركية اقتصادية وتجارية.
المولد النبوي الشريف والخصوصية التونسية
يرتبط الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، لدى التونسيين بدرجة أولى، بتحضير العصائد فنجد من يحبذ إعداد العصيدة العربية وفقا للسنة النبوية (وهي بالأساس تحضر بخلط الطحين والماء حتى تصبح ذات قوام متناسق، ثم يتم إضافة السكر أو العسل وزيت الزيتون).

“العصيدة العربي”
ويختار جزء كبير من التونسيين، إعداد عصيدة الزقوقو بالكريمة والمكسرات، ويختار بعض اخر تحضير أنواع أخرى من العصائد، كعصيدة الفستق أو عصيدة البفريوة أو غيرها من العصائد التي ساهمت المناسبة في تطوير وتنويع مكوناتها من قبل التجار، الذين ما لبثوا أن حولوا كل مناسبة دينية لمناسبة إستهلاكية تجارية بدرجة أولى حسب ما جاء في حديث كوثر، موظفة ببنك، وأم لطفلين: “ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في خلق عادات جديدة وغريبة عن مجتمعنا في بعض الأحيان، تبزر بالأساس في المناسبات الدينية والشعبية، حيث يقوم التجار لاستغلال التونسي وإغراءه بأنواع مختفلة من المواد الإستهلاكية وتساعده على ذلك المنصات الرقمية”.

“عصيدة الزقوقو”
تقول سميحة، 36 سنة، ربة بيت: “اعتدت على تحضير نوعين من العصيدة سنويا، ‘عصيدتنا العربي متاع العادة والسنة’ وعصيدة الزقوقو، إلا أن الإرتفاع المشط في الأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية سيحول دون إمكانية تحضير العصائد هذه السنة لكثير من التونسيين، أو سنكتفي بتحضير نوع واحد في أفضل حال”.

“عصيدة البفريوة’
نقص المواد الأساسية وإرتفاع الأسعار
تتميز الذكرى الشريفة هذه السنة بتزامنها، مع عدة صعوبات إقتصادية تعيشها البلاد التونسية وتؤثر مباشرة على المواطن التونسي، أهمها النقص في المواد الأساسية، الشيء الذي سبب فقدان بعض المنتجات الغذائية الأساسية بصفة عامة، والمواد الضرورية لتحضير مختلف أنواع العصائد، كالسكر والطحين (الفارينة) وغيرها.

صعوبة أخرى، بالتوازي مع نقص المواد الأساسية ألا وهي الإرتفاع المشط في الأسعار.
يقول الحبيب، 58 سنة، عامل يومي: ” إرتفعت الأسعار بشكل غير معقول، لتر واحد من زيت الزيتون بلغ 18 دينار، في بلد يعد مصدر أساسي لزيت الزيتون، هذا دون الحديث عن أسعار الفواكه الجافة والزقوقو، لن أتمكن وعائلتي هذه السنة من تحضير أي نوع من أنواع العصيدة، حتى العصيدة العربي”.
أما نهى فلها رأي مخالف فتقول: “صحيح، لا يخفى على أحد الأزمة التي تعيشها بلادها، فبفقدان المواد الأساسية، لم تتمكن مصانع غذائية من المقاومة ومواصلة عملها، ثم أغلقت أبوابها، لكن بالنسبة لي فأنا أعتبر هذه المناسبة خاصة ومميزة تعودنا على إحيائها لسنوات عديدة، ولا مانع لدي، رغم ارتفاع الأسعار بالتضحية لإحيائها”.
الإجتماعات العائلية والتقارب الأسري
بما أننا في يوم الإحتفال بمولد النبي الكريم، فنلفت لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه”.
فتمثل هذه المناسبة الدينية، كغيرها من المناسبات، فرصة للتقارب الأسري والترابط والتواصل.
بقلم ندى الغانمي