بقلم عبد الجليل المسعودي
فقدت اليوم، الساحة الوطنية، السياسية والرياضية، وجها من وجوهها البارزين: إنه المغفور له بإذن الله تعالى الاستاذ منصف الفضيلي.
منصف الفضيلي هو اولا ابن مدينة الكاف. فيها درس، وفيها ولد شغفه لكرة القدم، وفيها لعب ضمن أولمبيك الكاف، قبل ان ينتخب رئيسا للفريق ويصعد به الى القسم الوطني. كان حبه للأولمبيك من حب مدينته، لا يخلو من مسحة عشق صوفي.
منصف الفضيلي هو ثانيا شخصية وطنية مرموقة، تحملت بالتزام ونجاح مسؤوليات من الدرجة الاولى. واليا على ولاية سليانة الناشئة، ورئيسا لجامعة كرة القدم لدورتين، حين كان يصعب على شخص من جهات الشمال الغربي الصعود الى مثل تلك المناصب.
منصف الفضيلي كان اولا واخيرا محاميا ذا سمعة حسنة ومكانة محترمة. كان يقوم بعمله بنبل وشرف.كان من ذلك الجيل المتمكّن فكريا وثقافيا، يمارس المحاماة باعتبارها مهمة تتصل بخيارات وقناعات ثابتة، غير منقطعة عن انتمائات البلاد وثقافتها.
كان منصف الفضيلي معتزا بتأصّله الكافي ، وكان يجد في ذلك احيانا تبريرا لصعوبة شخصيته ورفضه ذهنية التساهل والقبول بانصاف الحلول. لكنه كان ذكي القلب، كريما، طيب المعشر.
وإذا كان لا بد من عبارة لتوصيفك يا منصف فهي دون اي شك”راجل”. عشت ومتّ “راجل” يا منصف.
رحمك الله “ولد عمي” كما كنا نتنادى، والعفو عن تقصيري في زيارتك، فها هو خبر رحيلك يعاقبنا عن انشغالنا بحوائج الدنيا الفانية.