ويل للمطبّعين الذين هم عن أوطانهم متخلّون، ويل للمطأطئين رؤوسَهم أمام الطغاة والمستكبرين، ويل للمقوّسة ظهورهم تحت سياط الجلادين، ويل للمحنيّة رقابهم أمام قطعان المتوحشين، الخزي والعار لكم يا هؤلاء، فالتاريخ يستحي من ذِكركم وقد رماكم إلى الأبد في سلة المهملات وأدخلكم قفص المنسيين.
في حديث لقناة “الميادين” مع صاحبها الإعلامي غسّان بن جدّو (2019) قال أمين عام حزب الله الشهيد حسن نصر الله: “استهداف قادة حزب الله عمل أمريكي إسرائيلي مشترك، وأستطيع أن أضيف وأقول هدف أمريكي إسرائيلي سعودي مشترك”.
وتساءل المحاور: السعودية تحرّض على اغتيالكم ؟
فأجاب سماحته: منذ وقت طويل، في الحدّ الأدنى منذ بدء الحرب العدوانية الظالمة على اليمن.
واستوقفه المحاور: هذا تحليل أم معطيات ؟
“لا معطيات. أنا قيل لي من مصادر لا أستطيع أن أذكرها أن في أول زيارة قام بها محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) إلى الولايات المتحدة بعد انتخاب “ترامب” (رئيسا) وفي اللقاء الذي حصل هناك أحد الملفات التي كان يسعى للحصول على موافقة أمريكية عليها وأن تقوم أمريكا بهذه المهمة هي عملية اغتيال تطالني أنا على المستوى الشخصي..
وفي ذلك الوقت وبعد زيارة محمد بن سلمان وعودته، أكثر من جهة أرسلت لي تحذيرات أن هناك توجها من هذا القبيل، وأضافت المعلومات أن الأمريكيين قالوا نحن سنعهد بهذا الأمر إلى الإسرائيليين. طبعا صار نقاش أن هذا الأمر سيؤدي إلى حرب فقال الطرف السعودي نحن حاضرون أن ندفع كامل تكلفة الحرب”.
“سأختم حياتي بالشهادة وآخرون اختاروا أن يختموا حباتهم بالخيانة”
ما من شك أن المستفيد الأول من اغتيال قادة المقاومة وخصوصا أمين عام حزب الله والمحاولة المستميتة للقضاء على كل أشكال التصدي للمشروع العبري في المشرق العربي هو “مثلّث برمودا” أو “مثلّث الشيطان” الذي يسعى إلى تقسيم المنطقة على هواه وإسقاط حق شعوبها في التحرر وتقرير المصير.
ونعتقد أن من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى هذا الوضع المتفاقم هو تشبّث المؤثرين الماليين بأكذوبة حل الدولتين ومبادرة “السلام” العربية وبألعوبة المعاهدات التي أمضتها بعض دول الطوق مع العدو المحتلّ بدءًا من مصر (منتجع دافيد: 1978) مرورا بالسلطة الفلسطينية (أوسلو 1991 ثم 1995) ووصولا إلى الأردن (وادي عربة 1994) أضف إليها الأنظمة المتواطئة والتي كانت بالأمس متخفّية تحت الطاولة وصارت اليوم تتبجح علنا بعمالتها.
عام وزيادة وغزّة تحت القصف اليومي يحاصرها الجوع والدمار وعشرات لآلاف من القتلى يقطّعون أشلاء على مرأى ومسمع من هذا العالم المفصوم، ومع دخول العام الثاني يمتد العدوان إلى لبنان أمام صمت العاجزين وبمباركة ذات المتنفّذين وقد فتحوا خزائنهم برحابة مجنونة لتغطية تكاليف الحرب من أموالهم المرصودة عند أسيادهم وتأمين حاجيات الكيان من بضائع المعيشة بعد أن عطّل محور المقاومة اقتصاده.
وفي الوقت الذي منعوا على الفلسطينيين أدنى المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء فتحوا للكيان جسورا برية وجوية أمنت حاجياته. وقد قرأنا في موقع إلكتروني تابع لجامعة قطر “أن 77 شركة عربية أنقذت الكيان من المجاعة خلال هذه الإبادة العلنية منها 37 شركة مصرية تليها المغرب بخمس وعشرين شركة وتعقبها الإمارات بإحدى عشر شركة”.
فهل يعلم شركاء القتلة أن كيان الاحتلال يقتل طفلا كل 10 دقائق على مدار السنة ؟ وهل يعلم رعاة الإبل أن أقذر احتلال في التاريخ يستخدم “روبوتات” مفخخة تُصدر أصواتا تستعطف الناس وبمجرّد الاقتراب منها تنفجر ؟
قطعا يعلمون، فتلك غايتهم منذ البدء عسى أن يستأصلوا الدمّل الذي يؤرّق مقاعدهم، ولكن دون جدوى.