تلقى المنتخب التونسي هذا المساء هزيمته مفاجئة على أرضه في ملعب حمادي العقربي بهدف دون ردّ (0-1)ضد فريق غامبيا. وهذه هي الهزيمة الثانية في تونس خلال الستّ مباريات التي خاضها الفريق ضمن التصفيات المؤهلة لكان المغرب 2025. الهزيمة الأولى بنفس نتيجة اليوم كانت ضدّ منتخب جزر القمر التي ترشّح الأول في المجموعة الأولى تاركة المرتبة الثانية لتونس.
منتخب تونس، هذا المساء، لم يجد الحلّ لتدارك الهدف الذي قبله منذ الدقيقة 17. ورغم المحاولات الهجومية المتعددة وامتالاك الكرة الذي قاربت نسبته 70%، الاّ أنه عجز عن الخروج ولو بنقطة التعديل التي كانت ستمكّنه من المحافظة على المرتبة الأولى، وما يعني ذلك من احترام وتقدير لسمعة كرة القدم التونسية في افريقيا والعالم.
كرة القدم لم تعد اليوم مجرد لعبة، بل هي محفل دولي تبرز فيه صورة البلاد ومستوى تطوّر شبابها الرياضي وحسهم الانتمائي ومدى التزامهم بالدفاع عن راية الوطن.
اليوم لم نر فريقا على الميدان بما تعني كلمة الفريق من تضامن وتكامل بين عناصره. لم نر خطّة لعب واضحة. لم نر استعمالا للذكاء والدهاء الكروي. رأينا كل ذلك ولكن عند الفريق المنافس الذي اظهر نضجا كبيرا افتقده الفريق الوطني الذي كانت عناصر تلهث وراء الكرة دون جدوى ودون أن تهدد مرمى المنافس بصفة فعليّة.
كيف وصلنا إلى هذا المستوى الرديء؟ كيف أصبحنا ننهزم في عقر دارنا أمام فِرقا كانت بالأمس القريب مجهولة ومغمورة؟
الجواب بسيط: لأننا أهملنا الأساس في المحافظة على أيّ موسسة، اقتصادية كانت أم ثقافية أم رياضية، ألا وهوالاستقرار. اليوم يدفع منتخبنا فاتورة عدم الاستقرار في مدرّبيه، في لاعبيه، في إطاره الفني والإداري.
اليوم لا بد من الحسم وانهاء التجارب واختيار المدرب الكفء والإبقاء عليه لمدة تكفي لبناء فريق عتيد. إنها مسؤولية وطنية يجب الاضطلاع بها بما يجب من حزم بعيدا عن كل التدخلات.
عبد الحميد الزغلامي