احباء أسطورة بطل الملاكمة محمد علي كلاي أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد ظهور الفيلم الوثائقي الذي انتظروه منذ أكثر من سنة تحت عنوان “أبي محمّد”.
الفيلم يطرح نفسه على أنه قصة حياة محمد علي الذي رحل سنة 2016 عن عمر بلغ 74 سنة حقق خلالها إنجازات عظيمة ليس فقط في رياضة الملاكمة التي تحصل فيها على بطولة العالم ثلاث مرات، ولكن كذلك في مجالات أخرى مثل النضال السياسي والإجتماعي برز فيها كمدافع شرس على الاقلية السوداء في أمريكيا من أجل تحررها ونيل حقوقها في الحرية والمساواة،وكذلك كرافض للحرب الأمريكية على الفياتنام، وغيرها من المواقف القوية التي سجلها له التاريخ وجعلت منه مصدر إلهام للكثيرين في الولايات المتحدة وخارجها.
لكن القصة التي يرويها الفيلم كما يراها ويرويها ابنه محمد علي الإبن جاءت مختلفة عما يعرفه ويتصوّرة احباء البطل الراحل. فهو يقدم قصة ابن عانى من غياب والديه وانشغالهما عنه بسفرهما في مختلف بلدان العالم حيث كان البطل الملاكم يجري مقابلات خلال سبعينات القرن الماضي. ويبدأ الفيلم في هذا الصدد بمشهد مؤثّر يتمثل في نسيان الأب لابنه في محطة وقود هما في طريقها الى النزل. هل كانت بداية المرض بالباركنسن؟ الحادثة تركت أثرا عميقا نفس الابن ومثلت صدمة كبيرة له، وكانت المنطلق لعلاقة صعبة بين الأب البطل وابنه.
ونتج عن هذه العلاقة تضرر في صحة محمد علي جونيور النفسية كما يرويها هو نفسه جعلته يعاني من اضطرابات متواصلة ويعيش بلا مأوى ويتعاطى المخدرات ويفشل في حياته الأسرية، ويضطرّ لايداع ابنته صالحة للتربّى في الملجأ.
ويمضي الفيلم في كشف صعوبات محمد علي جونيور النفسية والمادية غير عابىء بخصوصيات البطل الراحل وعائلته ودون تقديم إنارة حقيقية جديدة تضيف الى معرفة حياة بطل العالم.
كل الذين شاهدوا هذا الفيلم اتفقوا على التأكيد على ضحالته ورأوا فيه إساءة لذاكرة البطل الراحل الذي لا ينفرد، مثله مثل أغلب المشاهير في العالم، بصعوبة علاقته مع أبنائه. وكأن الإبن وقع استدراجه للإساءه لأبيه البطل الأسود المسلم…
العربي الزغلامي