بقلم عبد الجليل المسعودي
100يوم مرت على بداية الحرب الوحشية التي تشنّها اسرائيل على غزة.
100يوم من القتل والتخريب والتجويع والتعطيش.
الشهداء جاوزوا ال000 40 فيما بلغ عدد الجرحى 61000 جريحا، ووصلت نسبة التدمير العمراني الى 70%.
من يوقِف هذا الشلال من الدماء؟ لا أحد، ما دامت اسرائيل المدعومة بلا حدّ ولا شرط من أمريكيا ودول الإتحاد الأوروبي، تصول تجول بكل صلف وحرية في مغامرة حربية انتقامية لم يعرف لها التاريخ المعاصر مثيلا.
ولكن…بأي نتيجة تخرج اليوم اسرائيل، بعد 100 يوم من حربها المسعورة على غزة التي تركها العرب، إلاّ النزر القليل منهم، وحيدة تحت اطنان قنابلالحديد والنار؟
بعد 100 يوم من حربها على غزة لم تحقق اسرائيل ايي من أهدافها.
لم تقض على حماس.
لم تدمّر القسام.
لم تكسر معنويات أهل غزة.
وفي المقابل خسرت إسرائيل الكثير.
خسرت الحرب الإعلامية وفقدت بذالك الميزة التي لها قبل الحرب وفي بدايتها.
خسرت هيبتها العسكرية ك”دولةالجيش الذي لا يقهر”.
خسرت صورتها كبلد ديمقراطي في بحر من الدكتاتوريات.
خسرت تعاطف شعوب كثيرة كانت في العالم.
بعد 100 يوم تبدو إسرائيل عارية من كل لباس أخلاقي إنساني اوهمت العالم لمدة 75 سنة انها الوحيدة التي ترتديه بين شعوب المنطقة.
وما خسره الإسرائيليون ربحه الغزيون والفلسطينيون عموما
زيادة تشبثهم بشرعية وعدالة قضيتهم وترسّخ إيمانهم باقتراب نصرهم.
عودة القضية الفلسطينية الى صدارة المشهد العالمي.
زيادة
استعادة العرب والمسلمين لثقتهم في قدرتهم على التصدي لكل المآمرات الداخلية والخارجية.
صحيح ان الثمن دفعه فلسطينيو غزة من لحم أبنائهم وهو ثمن باهض جدا لا يقدر عليه إلا الثابتون الصادقون. ولعلّ الأهم في النهاية ان 100 يوم حرب ضحّى خلالها أهل غزة بالنفس والنفيس وقدموا فيها درسا في التصدي والصبر قد محو 75 سنة من الهزيمة والانهزام واليأس.