“كو كلوكس كلان” Ku Klux Klan ويُشار إليها غالبا بالاسم المختصر KKK أو Klan هي جمعية سرية أمريكية إرهابية عنصرية من أقصى اليمين مبنية على كراهية الآخر المختلف، وتتمثل إيديولوجيتها المتعالية على الأعراق في التعصب للقومية البيضاء والتطرف البروتستانتي والعداء للمهاجرين والرهاب من الإيطاليين والتعصب للشمال والعنصرية ضد السود وعقلية التآمر ومكافحة الإلحاد ومعاداة الكاثوليكية والشيوعية والنسوية ومعاداة الصهيونية واليهود إضافة إلى معاداة الإسلام التي انتشرت حديثا.
في نهاية عام 1865 أسس الجمعية ستة ضباط سابقين إثر الحرب الأهلية (1861-1865) التي شهدت انفصال ولايات الجنوب عن إتحاد الشمال للتصدّي لتطبيق التعديلات الدستورية الحامية للأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية ولترويع السكان السود.
وتقضي هذه التعديلات التي تزعّمها الرئيس أبراهام لنكولن بإلغاء الرق ومنح حق المواطنة وحق التصويت لكل متساكني “الاتحاد” بمن فيهم العبيد المحررون.
والمعلوم أن هذه الحرب الانفصالية التي اندلعت أساسا بسبب معارضة إقطاعيي الجنوب لإلغاء الرق كانت أعنف اقتتال داخلي والأكثر دموية عرفته أمريكا في تاريخها. فقد قدّر الخبراء عدد القتلى من الجانبين بما يتراوح بين سبعة مائة وخمسين ألف وثمانمائة وخمسين ألف جندي أغلبهم من مواليد الولايات المتحدة علاوة على ستين ألف أجنبي وعدد لا يحصى من المدنيين.
1862: معركة Antietam للمصوّر Thure de Thulstrup
وبالرغم من إلغاء تجارة الرقيق عام 1808 زاد عدد العبيد بسرعة إذ بلغ قرابة الأربعة ملايين عبدًا عام 1860 مقابل واحد وثلاثين مليون ساكن. وبعد مرور عام صاروا أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من العبيد مقابل تسعة ملايين ونيّف من السكان.
ووفقًا لتقدير متحفظ تمّ جلب 35 مليون رجل وامرأة وطفل من إفريقيا إلى أمريكا الشمالية بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر ووفّرت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي عمالة مجانية بحوالي 12.5 مليون فردا عملوا في حقول القطن والتبغ وقصب السكر في ظروف قاسية وغير إنسانية.
توخّت “ك ك ك” منذ بعثها كل الممارسات القذرة ضد ذوي الأصول الإفريقية لكسر القوانين الجديدة مرتكبة الاغتيالات والهجمات والاغتصاب والتعذيب والاختطاف وحرق المدارس والكنائس الأمريكية الأفريقية. وكانت الصحافة الأمريكية تدعمهم وتؤجج مناخ المواجهة بإشاعة الأفكار العنصرية ونشر الأكاذيب مثل:
“الزنجي خلق ليكون عبدا”.
“لا يمكن توقع أي شيء من شعب يستحيل حكمه إلا بالسوط”.
“الزنوج ليسوا مخلوقات يمكن الاعتماد عليها، كل رجالهم لصوص، وكل نسائهم عاهرات. إنها طبيعتهم أن يكونوا هكذا ولن يتغيروا أبدًا”.
1865: ظهر أحد العبيد مُثخن بالجراح
ويقسّم الخبراء تاريخ المنظمة منذ تأسيسها إلى ثلاث فترات آخرها من عام 1948 إلى اليوم وتتميّز كل فترة بطريقتها في إحباط الحقوق المدنية المتساوية لجميع المواطنين الأمريكيين وتعزيز التفوق الأبيض.
لكن “عصرها الذهبي” يمتد من 1920 إلى 1930 زمن ما يُسمّى سنوات الحظر prohibition حيث حرّم اللوبي الأصولي بالقوة تداول الخمور. وقد بلغت الذروة بما يقرب من أربعة ملايين عضو وأصبحت منظمة جماهيرية تتمتع بضغوط مؤثرة للغاية على الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية الأمريكية حتى انكماشها بعد ذلك.
رغم أن الجمعية لا تعُدّ اليوم سوى بضعة آلاف من الأعضاء فهي تواصل الدعوة إلى الكراهية تحت شعار: الفصل العنصري إلى الأبد segregation for ever كما أن القمع المنهجي للأميركيين من أصل أفريقي من قبل حكومة الولايات المتحدة لا يزال مستمرا في ما يخص تنفيذ القانون ونظام الرعاية الصحية والتعليم.
ويأتي انتخاب دونالد ترامب عام 2016 بدعم من العنصريين البيض ليُذكّي شعلة العنصرية من جديد ويطلق الإعدامات الهمجية علنا ودون حرج.
(يتبع)