أعرب رئيس الحكومة كمال المدّوري، في كلمة تونس التي ألقاها بالنيابة عن رئيس الجمهورية قيس سعّيد، في افتتاح قمة الفرنكوفونية التاسعة عشرة اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 بقصر “فيلار كوتري” بباريس، وتسليم رئاسة القمة إلى فرنسا، عن فخره بالنتائج التي حققتها تونس خلال رئاستها للقمة الفرنكوفونية منذ نوفمبر 2022 المنعقدة بجزيرة جربة، التي أضحت تصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.
وأكد المدوري التقدم الملموس على مستوى تعزيز التعاون داخل المجموعة الدولية الناطقة بالفرنسية، والجهود التي بذلتها تونس من أجل تنفيذ الإجراءات المتفق عليها والرامية إلى تعزيز التعاون الفرنكفوني في جوانبه المتصلة بثراء وتنوع الثقافات، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وإيلاء الأولوية للشباب، وتطوير الشراكات في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة.
قمة باريس استمرار لقمة جربة..
كما عبّر عن أمله، في أن تكون القمة الحالية التي تستضيفها باريس استمرارا لقمة جربة، من خلال التركيز على قضايا مشتركة على غرار تحديات التكنولوجيا الرقمية، وقضايا التوظيف والابتكار وريادة الأعمال، والتبادل الثقافي في المجموعة الدولية الناطقة بالفرنسية، ملاحظا أنه ليس من قبيل المصادفة أن تكون تونس ممثلة بصفة بارزة في الأشغال الرسمية للقمة وفي الفعاليات الموازية لها، ولا سيما الأنشطة المبرمجة ضمن القرية الفرنكوفونية ومنتدى الفرنكوفونية، وكذلك في العديد من الفعاليات التي تقام على مدار الأسبوع، بمبادرة من المشاركين في ميثاق الفرنكوفونية.
وأبرز في هذا الإطار، ضرورة ابتكار وارساء آليات جديدة لتمويل المشاريع الإبداعية، واستنباط تدابير ملموسة وعملية لدعم المبادرة الذاتية وريادة الأعمال من قبل الشباب الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل، وتوفير تسهيلات التنقل لفائدته في الفضاء الفرنكوفوني بهدف الدراسة والتكوين ودعم المهارات.
إيجاد حلول للأزمات التي تحدث في جميع أنحاء العالم
وأكد أن المجتمع الناطق بالفرنسية، بحاجة إلى القيام بدوره في إيجاد حلول للأزمات التي تحدث في جميع أنحاء العالم، دون التدخل في الشأن الداخلي للدول، وفي إطار الاحترام المتبادل وتقديس السيادة الوطنية للبلدان، وهو منهج لابد على الجميع أن يتبناه ويأيده.
وفي سياق آخر، وتفاعلا مع مجريات الأحداث في المنطقة العربية، جدد رئيس الحكومة التعبير عن إدانة تونس الشديدة وقلقها العميق، إزاء الإبادة الجماعية التي تستهدف الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ سنة، مؤكدا أن موقف تونس يظل ثابتا وراسخا في تأييد حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته المستقلة المتمتعة بالسيادة الكاملة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.
وعبّر كذلك عن الانشغال البالغ، إزاء التصعيد الخطير للوضع بلبنان الشقيق، الناجم عن العدوان الغاشم الذي طال أراضيه، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتجنيب الشعب اللبناني المزيد من المآسي، والدخول في سياق حرب توشك أن تكون تداعياتها وخيمة على المنطقة بأكملها.
وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط
وأعرب في هذا الصدد، عن أمله في أن تتمكن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، شأنها شأن المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، من التأكيد على موقفها بشأن الحاجة الملحة لوقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط، وضرورة تحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء المنطقة.
وعبر رئيس الحكومة، في ختام كلمة تونس، عن أمله في أن تفتح هذه القمة آفاقا جديدة للعمل الفرنكوفوني، بما يتماشى مع قيم التضامن والتسامح والعدالة التي تمثلها الفرنكوفونية، وعن تمنياته لفرنسا بالنجاح في مهمتها الجديدة على رأس المنظمة الدولية للفرنكوفونية.