■تمرّ اليوم تسعون (90) سنة على وفاة شاعر تونس والعرب: ابو القاسم الشابي (1909-1934).
■لم يعمّر ابو القاسم طويلا لكنّه عاش عمره بالعرض، بقوّة الشعور والايمان والالتزام. كان يعلم أنه حامل لرسالة إبداعية مختلفة ، صاغها شعرا مجددا يؤلّف بين سحر التلقائية، وعمق التعبير المكتمل، وقوّة إرادة التمرّد. أبو القاسم الشابي هو الشاعر الثائر أبدا على ترديد البالي من الأدب، على قبول الخضوع والخنوع، على رفض رؤية المستقبل.
■لكن الشاعر الثائر أصبح ضحية لثوريّته ولم يعد يُعرف له غير البيتين الشهرين في قصيده “إرادة الحياة”:
اذا الشعب يوما أراد الحياة▪︎فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بدّ للظلم ان ينجلي ▪︎ولا بدّ للقيد ان ينكسر
والحال ان ابا القاسم الشابي مؤسس لمشروع حداثي أكبر بكثير ، وهو يحتاج اليوم إلى أن يدرس بعمق ودون أحكام مسبقة كشاعر، وكذلك كمفكّر ناقد، ومؤلّف جامع في المقالة والمسرح وغيرها من أصناف الأدب.
■لقد كتب ابو القاسم شعرا لا يمكن ان يكتبه غير تونسي، بحسّه ولهجته لغته التونسية، فاثرى به المدوّنة الشعرية العربية بنفس مغاربي أصيل.
“عذبه انت كالطفولة كالاحلام كاللحن كالصباح الجديد
كالسّماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد”
ع. الزغلامي