لا شكّ انه أبرز حدث ثقافي خلال هذه العودة إلى الفضاءات الثقافية المغلقة بعد صيف طويل من مهرجانات الصّخب والتفاهة.
الاحتفاء بمائوية الفنانة صفيّة فرحات يكتسي اهمية حاسمة في إعادة الاعتبار لرائدة الفن التشكيلي الحديث، وأحد رموزه ومؤسسيه، وفي محاولة إعادة الاهتمام بالعمل الثقافي الجدّي الى محور شواغل العمل الثقافي الذي يبدو اليوم قد أضاع معالمه وفقد حسّه بالاتجاه الصحيح نحو التكوين والتثقيف والتأصيل.
صفية فرحات(1924-2004) عبرت القرن العشرين وعاشت اهمّ الأحداث التي أسست للجمهورية وأسهمت بالتزام لم ينقطع حتى آخر ايامها، في أهم محطاتها وأوّلها مشروع تحرير المرأة الذي بشّرت به مجلة الأحوال الشخصية في فجر الإستقلال. ولا شك أن زواجها من المناضل الوطني عبد الله فرحات كان دافعا لها حتى تقرن بين خيارها المهني كفنانة ومدرّسة للفنون الحديثة، وكناشطة سياسية واجتماعية كرّست جزءا هاما من حياتها في سبيل تحقيق بيداغوجية تقطع مع الإرث الاستعماري وتهيؤ لبناء ذات فنية تونسية توصل التاريخ بالحاضر.
ولقد نجحت صفية فرحات عبر انشطتها المتعددة والمختلفة سواء في مجال الصحافة بتاسيسها أول مجلة نسائية، “فائزة”، أو مربية وأول مديرة لمعهد الفنون الجميلة التي ألحقته بالجامعة التونسية، وخصوصا كممارسة للفن التصويري عبر مختلف تعبيراته واختصاصاته كالرسم والزخرفة، والخزف، والنحت، وخصوصا النسيج الإبداعي الذي أنجزت فيه أجمل وأهم أعمالها.
ولإحياء ذكراها المائوية تنتظم غدا الأحد 20 اكتوبر، بمركز الفنون الحية برادس، والذي هو من انجاز الفنانة الراحلة، ندوة فكرية يشارك فيها عدد من الفنانين والمختصين والمهتمّين بالحياة الثقافية والفنية لإضاءة بعض الجوانب من حياة وعمل صفية فرحات.
ويضمّ برنامج الندوة المداخلات الآتية:
●عليا النخلي: “صفية فرحات في مدرسة تونس”●دونيس لوساج: “صفية فرحات باعثة مدرسة تونس للهندسة المعمارية” ●سليم قمري: “مركز الفنون الجميلة برادس، رؤية ملتزمة” ●محمد علي بالرحومة: “من أجل فن حيّ” ●عائشه الفيلالي: ●”الهواية المؤسسة”● نادية الجلاصي: “سمش، عمل صفية فرحات الفريد” ●عزة الفيلالي: “إمرأة في صخب التاريخ”
جلال خالد