انتقل الى جوار ربّه اليوم، الأحد 3 نوفمبر 2024، أحد رموز الثقافة والسياحة في تونس، والذي ارتبط اسمه بمدينته، توزر: عبد الرزاق شريط الذي رحل عن عمر بلغ 87 سنة، تاركا في ذاكرة الجريد صورة الرجل النشيط الملتزم بخدمة مدينته على اكثر من صعيد، حتى انك لا تسطيع اليوم ان تزور مدينة توزر دون أن تلاقي، بشكل أو بآخر، أثرا من آثار عبد الرزاق شريط.
بعد ان أنهى دراسته في باريس حيث كانت له انشطة سياسية ضمن الحركة اليسارية، عاد الفقيد الى تونس واشتغل في القطاع البنكي وأسس برعاية الاتحاد العام التونسي للشغل بنك الشعب الذي ستتغير تسميته لاحقا الى بنك الجنوب سنه 1970، طوّر من خلاله فكرة القروض لفائدة الفقراء. لكنه انجذب سريعا الى القطاع السياحي وبعث خلال سنه 1990 أربع فضاءات ثقافية وترفيهية، ونزلا بمدينة توزر. كما انه أنشأ متحف “دار شريط” للفنون والتقاليد، ومنتزها ترفيهيا مستوحى من الف ليلة وليلة يستقبل كل سنة حوالي 300,000 زائر.
. انتخب عبد الرزاق شريّط سنه 1995 رئيسا لبلدية توزر ونجح في تحويلها، بالتركيز على إعادة تهيئتها العمرانية خصوصا، الى قطب سياحي واقتصادي مهمّ.
اهتم الفقيد بالعمل السياسي واسس بعد قيام الثوره “حزب صوت الجمهوريه” وانتخب على قائمة مستقلة سنه 2014 عضوا بمجلس نواب الشعب عن دائره توزر الأولى.
ألفّ عبد الرزاق شريّط كتابا عن الشاعر ابي القاسم الشابي الذي يشترك معه في الانتماء الى مدينة توزر، واصدر كذلك مؤلفات أخرى تقيم الدليل على ثقافته الواسعة والتزامه الفكري بثوابت قضايا الإنسان الكوني في تجلياتها الثقافية الحضارية المختلفة.
تونس فقدت فيه رائد أعمال، ومؤسس، ورجل ثقافة وفكر من طيار عالٍ
ع. الزغلامي